فاجأ الهجوم العنيف الذي نفذه مقاتلون من كتائب القسام على مناطق غلاف غزة أمس الجيش الإسرائيلي والشاباك، بالإضافة للإسرائيليين ككل.
فقد طرحت قناة عبرية تساؤلات "قاسية جداً" في أعقاب هذا الإخفاق التاريخي على حد وصفها.
وتساءل ضباط سابقين في جيش الاحتلال والشاباك عن سبب الفشل الاستخباراتي الكبير الذي تمثل في عدم وجود أي معلومة حول نية حماس تنفيذ هجوم بهذا الحجم، والذي ضم مئات المقاتلين وعلى الرغم من ذلك، فقد فاجأ الجميع.
وجاء على لسان أحد الضباط السابقين "عملية كهذه اشترك فيها المئات على الأقل، كيف ولم نعرف بها".
وقالت القناة إن الهجوم الذي نفذه حماس اشتمل على السيطرة على مواقع الجيش وقواعده العسكرية وكيبوتسات وبلدات في الغلاف وبعض البلدات من خارجه، طارحة عدة تساؤلات وصفتها بالقاسية جداً وهي:
كيف انهار الجدار الأكثر تطوراً في العالم والذي كلف المليارات وتحطم وجرى اختراقه من 15 نقطة على الأقل؟
كيف اقتحم مقاتلو حماس قواعد الجيش وبلدات الغلاف دون مقاومة؟
كيف غابت عملية ضخمة مماثلة عن رادار أجهزة الأمن؟
لماذا غاب كبار الساسة عن المشهد في الساعات الأولى ولم تسمع كلمتهم؟
وساد شعور بالصدمة الكبيرة والإحباط خلال حديث القناة مع كبار قادة المؤسسة الأمنية السابقين، حيث قال ضابط كبير كان يخدم في منطقة الغلاف لسنوات إن ما جرى عبارة عن "تعفّن أصاب الجيش منذ سنوات والآن دفع ثمنه الجيش والمدنيون، أعرف تلك المنطقة، أين كانت الكاميرات، أين كانت منظومة النسر الوردي؟ ألم يكن بالإمكان قطع الطريق أمام قوافل المسلحين؟ أين ذهبت الدوريات الروتينية على الحدود؟ في جميع النقاط هنالك رشاشات ثقيلة فلِم لم يتم استخدامها؟
ويرى الضابط أن الفشل الأكبر هو فشل استخباراتي، بالقول إن تلك العملية اشترك فيها المئات إذا لم يكن الآلاف، والتدريبات عليها تمت في غزة وليس خارجها، فأين كانت أعين الأمن الاسرائيلي؟".
ووصف ضابط آخر المعركة في الغلاف بأنها معركة وجود وأن هنالك خللاً يطغى على الخلل الذي بدأت فيه مصر حرب أكتوبر 1973، فنحن نتحدث عن كسر لجميع مقومات الأمن وجمع المعلومات، فعملية مماثلة يتم التخطيط لها من سنة على الأقل، فأين كانت الاستخبارات؟".
وتحدث الضابط عن أن عملية نقل الجثث من الغلاف ستستغرق أكثر من يومين وذلك بالنظر لوجود مقاتلين من حماس هناك حتى الآن وكثرة الجثث.
ولفت الضابط إلى المناورات الكبرى التي أجرتها حماس قبل ثلاثة أسابيع قائلاً: لقد تدربوا على إطلاق الصواريخ واقتحام الدبابات واحتجاز رهائن وأسرى، فكيف لم يتدخل الجيش ويفشل هذه المناورات، كيف سمح الجيش لنفسه بالوقوف موقف المتفرج على تلك الاستعدادات؟".
أما مسؤول مجلس الأمن القومي السابق "غيورا آيلاند" فقد رأى أن ما جرى "عبارة عن هجوم كوماندوز مخطط له جيداً، وأن ذلك لم يكن خلية مسلحة من عدة أشخاص".
وأضاف: كيف فشل الأمن في الحصول على معلومة حول ذلك الهجوم؟ فقد سقطت المعابر أيضاً، والأسوأ من ذلك، كيف فشلنا حتى الآن في القضاء على ما تبقى منهم وتطهير مناطق الغلاف؟".
ويرى اللواء السابق في الجيش ومسؤول شعبة الاستخبارات " عاموس غلعاد" ان ما جرى مرده الى اضعاف الجيش المتعمد عبر خطة التغييرات القضائية التي نخرت في جسد الجيش ومزقته إلى أحزاب.
وقال: الفشل الأكبر يتمثل في الإخفاق الاستخباراتي، ثم العملياتي".
وقال اللواء السابق "يعكوف أور"، المسئول السابق عن الأجهزة الأمنية في مكتب مراقب الدولة ان الإخفاق الاستخباراتي فظيع ولا يمكن تصوره.
وأضاف: "لا أفهم كيف وصلنا إلى تلك النقطة بألا نمتلك معلومات استخباراتية عن وجود استعداد لهجوم بهذا الحجم؟ فهذا غير ممكن ومشين، وننفق المليارات على الأمن والقدرات الاستخباراتية التي تعتبر الأقوى في العالم ووصلنا لوضعِ مزري".
كما تحدث "أور" أيضاً عن إخفاق الجدار الأرضي الذي تم تشييده حول غزة، قائلاً: "اعتمدنا على نظرية أن الجدار بإمكانه أن يمنع وأن الطرف الآخر سيفشل في اجتيازه، وهذا وهْم.
وجاء على لسان مسئول قسم محققي الشاباك في الجنوب إبان حرب العام 2014 "يوسي أمروسي" أن الفشل الاستخباري لا يمكن تصوره، كيف فشلنا في الوصول لمعلومة حول الاستعدادات؟ وكيف فشلنا في صد الهجوم عملياتياً؟ هنالك شيء لا أفهمه، ولكن من المؤكد أن ما جرى عبارة عن فشل ذريع وفظيع".
0 تعليقات