صدّقت الحكومة الإسرائيلية على منح السلطة الفلسطينية أول شحنة من معدات عسكرية وقتالية بتمويل من الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2023، في إطار تأهيل أجهزة الأمن الفلسطينية لمواجهة المقاومة شمال الضفة الغربية.
وقال مسؤول أمني في السلطة الفلسطينية لـ"عربي بوست" إن "الأسلحة هي جزء من مخرجات الاجتماع الذي عقده اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرا ليف في العاصمة عمان 27 من أغسطس/آب 2023".
التقى اليوم أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ ومعالي مدير المخابرات العامة الاخ ماجد فرج ومستشار السيد الرئيس للشؤون الدبلوماسية د مجدي الخالدي، بمساعدة وزير الخارجية الامريكية السيدة باربرا ليف حيث تم الحديث بآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية وآخر التطورات الميدانية .…
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) August 27, 2023
مصعب البريم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي أكد لـ"عربي بوست" أن "الأجهزة الأمنية تواصل اعتقال العشرات من كوادر الحركة على خلفية نشاطهم في العمل المقاوم".
وأضاف المتحدث أن "استمرار هذا الوضع سيفرض علينا في حركة الجهاد الإسلامي إعادة تقييم العلاقة مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، كونه يمس سياستنا ونهجنا في دعم وتبني مشروع المقاومة".
وأضاف المتحدث أن الحديث عن نقل أسلحة أمريكية للسلطة يؤكد أننا أمام مرحلة جديدة قد تصعد فيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية من ملاحقة المطلوبين في محاولة للحفاظ على مكاسبها، تحت ذريعة الخوف مما تروج إليه آلة الدعاية الإسرائيلية من أن الفصائل تسعى للانقلاب على السلطة الفلسطينية والسيطرة على الضفة الغربية.
وتابع المتحدث: "نحن في الفصائل لن تثنينا أو تردعنا هذه الأسلحة الأمريكية، وردنا على هذه الصفقة الخبيثة سيكون بمضاعفة العمل المقاوم وتطويره، والتجارب أثبتت أنه لا يمكن القفز على إرادة الشعوب في حقها في مقاومة الاحتلال، وستكون السلطة الفلسطينية هي الخاسر الأكبر في هذه المعادلة".
حماس تحذر
فتحي قرعاوي القيادي في حركة حماس قال إن "شروع الإدارة الأمريكية وإسرائيل بتزويد السلطة الفلسطينية بأسلحة قتالية، من شأنه أن يخلق صداماً بين الأجهزة الأمنية والشارع الذي بات يشكل حاضنة شعبية للمقاومة ويوفر لها الحماية".
وقال القيادي في حماس لـ"عربي بوست": "على السلطة الفلسطينية أن ترفض الانصياع لمثل هذه المخططات أو أن تقبل بها تحت أي مبرر، لأن المستفيد من هذا الوضع هي إسرائيل وحدها".
وأضاف المتحدث: "الظرف الحالي في ظل حكومة اليمين الإسرائيلي يجب أن ينصب على توحيد الجهود لوقف مشروع الضم الذي أعلنه سموتريتش وتبنته حكومة الاحتلال كهدف مرحلي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال إفساح المجال أمام المقاومة لأخذ دورها في هذه المرحلة".
الضفة تستنزف الجيش الإسرائيلي
يأتي الحديث عن نقل أسلحة أمريكية للسلطة الفلسطينية في ظل حالة الاستنزاف التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من تكثيف حملات الاعتقال والاقتحامات اليومية وتتبع مصادر التمويل، وتنفيذ عمليات عسكرية بين الفينة والأخرى، والتي كانت آخرها عملية "الحديقة والبستان" في جنين، إلا أنها لم تنجح في تفكيك البنية التحتية للفصائل المسلحة.
ويواصل الجيش انتشاره الواسع في الضفة الغربية، إذ قدرت أوساط أمنية إسرائيلية أن عدد الكتائب العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية يزيد عن 18 كتيبة عسكرية، أي ما يعادل نصف جيش المشاة الإسرائيلي.
كما شرع الجيش باستخدام الطائرات المسيرة لملاحقة المطلوبين، وهو تطور لافت يستخدم لأول مرة منذ انتفاضة الأقصى، يعكس حجم الضغط الأمني الذي تعاني منه إسرائيل.
قال اللواء المتقاعد والخبير العسكري يوسف الشرقاوي لـ"عربي بوست" إن "إسرائيل أدركت أن استمرار حالة الاشتباك في الضفة الغربية سيقوض من أدائها العملياتي جراء تعاظم التهديدات المحيطة بإسرائيل، خصوصاً في ظل توتر الحدود مع غزة ولبنان وسوريا وإمكانية اشتعالها في أية لحظة".
وأضاف المتحدث أن "هذا الإدراك دفع بأوساط عسكرية وأمنية إسرائيلية لمطالبة المستوى السياسي بتغيير النهج مع السلطة الفلسطينية، من خلال دعمها بالأسلحة والمعدات القتالية لتخفيف الضغط الممارس عليها".
وأضاف المتحدث: "جزء مما يجري في الضفة الغربية يشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة من العمل العسكري المنظم الذي تطور بشكل لافت منذ معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، وبالتالي لن تكون إسرائيل وحدها قادرة على ضبط الأمن واستعادة الهدوء للمستوطنين، لذلك هي تحاول أن تشرك السلطة الفلسطينية بهذه المسؤولية عبر التلويح المستمر بأن أمنها وبقاءها مرتبط بإضعاف حماس والفصائل المسلحة".
0 تعليقات